العدوان على عزة والدور الأردني بين التحديات والإمكانيات

العدوان على عزة والدور الأردني بين التحديات والإمكانيات

19 كانون الاول 2024

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق.
إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد، النص لن يبدو مقسما ولا يحوي أخطاء لغوية، مولد النص العربى مفيد لمصممي المواقع على وجه الخصوص، حيث يحتاج العميل فى كثير من الأحيان أن يطلع على صورة حقيقية لتصميم الموقع.
ومن هنا وجب على المصمم أن يضع نصوصا مؤقتة على التصميم ليظهر للعميل الشكل كاملاً،دور مولد النص العربى أن يوفر على المصمم عناء البحث عن نص بديل لا علاقة له بالموضوع الذى يتحدث عنه التصميم فيظهر بشكل لا يليق.
هذا النص يمكن أن يتم تركيبه على أي تصميم دون مشكلة فلن يبدو وكأنه نص منسوخ، غير منظم، غير منسق، أو حتى غير مفهوم. لأنه مازال نصاً بديلاً ومؤقتاً.

العدوان على عزة والدور الأردني بين التحديات والإمكانيات

العدوان على عزة والدور الأردني بين التحديات والإمكانيات

25 آذار 2024

ندوة سياسية..

عقد ملتقى الحوار الوطني الاسلامي ندوة سياسية خاصة مساء يوم الاثنين 25-3 بعنوان ( العدوان على غزة والدور الاردني بين الامكانات والتحديات) شارك فيها وزير الاعلام والاتصال الحكومي السابق الاستاذ سميح المعايطه والكاتب الصحفي ورئيس مركز القدس للدراسات الاستاذ عريب الرنتاوي، وأدار الندوة المحامي الدكتور غازي العودات .

وقد تحدث المشاركون عن العدوان الغاشم الذي ترتكبه اسرائيل على غزة وسياسة القتل والتجويع والإبادة الجماعية بحق اهلنا في فلسطين وغزة على وجه التحديد، كما تحدث المشاركون عن حالة الاجماع الوطني على رفض هذا العدوان وإدانته وضرورة دعم ومساندة اهلنا و أشقائنا في غزة.

وقد تحدث في بداية اللقاء معالي الاستاذ سميح المعايطه عن الحرب الهمجية التي تشنها اسرائيل على غزة وتجاوزها لكل الاخلاق والقيم الانسانية، لافتاً إلى أننا اليوم نستطيع وبعد مضي ستة اشهر تقييم مسار العدوان ونتائجه، كما سلط الضوء على موقف الدولة الاردنية الذي استطاع ومنذ بداية العدوان على غزة أنه ينحاز للحق الفلسطيني ونضاله المشروع في تحرير ارضه ورفع الظلم عنه مشيراً الى موقف جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية وموقف وزير الخارجية الاردني والخطاب الوطني الشعبي والرسمي الاردني المتقدم في الدفاع عن غزة ضد هذا العدوان الغاشم مشيراً الى أن الأردن يعيش في محيط عربي يقف عاجزاً عن الفعل المباشر لمواجهة العدوان الأسرائيلي على غزة وموقف رسمي فلسطيني خذل شعبه ومقاومته مما يجعل الموقف الشعبي والرسمي الأردني في هذا السياق موقف متقدم ومقدر.

كما تحدث الكاتب الاستاذ عريب الرنتاوي عن بشاعة وفضاعة العدوان الهمجي الذي تشنه اسرائيل على غزة واعتبر أن مواقف الدول العربية لم ترتقِ لمستوى هذا العدوان وأشار الى سياقات القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها ونوه الرنتاوي الى أن الموقف الرسمي الاردني يجب أن يكون أكثر فعالية على الارض وليس الاكتفاء بالمواقف السياسية على أهميتها وذلك من أجل ردع العدوان الاسرائيلي وطالب بإلغاء معاهدة السلام وإغلاق السفارة الأسرائيلية في عمان ووقف كل أشكال التعامل والتعاون الاقتصادي معه.

كما أشار الرنتاوي الى أن الدول لا تدار من خلال التكنوقراط والأمن على أهميتهما ولكن الدول تدار من خلال سياسيين رؤياوين يملكون الرؤية السياسية بعيدة المدى لبناء الوطن وحماية مصالحة العليا.

وقد ساهم الحضور المميز للعديد من الشخصيات السياسية والشبابية الوطنية في إثراء الحوار والنقاش حيث اتسمت مداخلاتهم بالعمق السياسي والمسؤولية مما زاد من مستوى التفاعل والنقاش السياسي الهادف.

يذكر أن ملتقى الحوار الوطني الاسلامي منصه حرة فاعلة أنشأها مجموعة من الشباب الاردني هدفها التأثير الايجابي في الرأي العام الوطني وذلك لإثراء الحوار بتبادل الخبرات والافكار من اجل تمكين المجتمع النهوض بالاردن القوي المنتمي لقيم الحضارة الاسلامية.

عريب الرنتاوي يكتب: المقاومة وعدوّها: من يحاصر من؟

عريب الرنتاوي يكتب: المقاومة وعدوّها: من يحاصر من؟

لنصر من منظور المقاومة، في الحروب غير المتناظرة، يتخلص في منع العدو من تحقيق أهدافه، والمقاومة فعلت أكثر من ذلك، إذ أظهرت هشاشة هذا العدو، ودكت جدران الردع الذي أحاط نفسه بها.

مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على غزة من دخول شهرها الثامن، يبدو سؤال “من يحاصر من؟ أكثر جديةً من أي وقت مضى. وعلى هامشه، ومن تنويعاته، اشتقَّ الصديق نبيل عمرو عنواناً لمقالة له عن “النصرين الممنوعين” في غزة، نصر “إسرائيل” ونصر حماس، أقله وفق التعريفات الابتدائية للنصر والهزيمة، كما وردت في خطابي الفريقين في بداية الحرب.

وفي تفصيل ما أوجزناه نقول، بلغة واقعية، ولا أقول محايدة، فلا حياد حين يتصل الأمر بعدو محرمٍ، يكاد يُجمع العالم وقضاؤه الدولي على أنه كذلك، وهو يتحضر للحصول على وثائق رسمية، تثبت تموضعه في هذه الخانة الرديئة، إلى جانب أقرانه من القتلة ومجرمي التطهير العرقي والإبادة الجماعية… نقول، بكثير من الواقعية، إن الوقت لا يمر لمصلحة “إسرائيل” ومستويَيها السياسي والعسكري، وإن محنة نتنياهو وفريقه أشد قسوة عليه مما يكابده قادة الكتائب والسرايا، الذين يخوضون قتالاً غير متلائم، تحت أقسى الظروف وأصعبها.

الشعب الفلسطيني (ومقاومته) قدم فاتورة الدم الباهظة، صامداً صابراً محتسباً، ولم يعد الابتزاز عبر فرض مزيد من الأثمان مجدياً. لا “معركة رفح” ولا أي معركة غيرها باتتا سبباً كافياً في دفع المقاومة إلى تقديم التنازلات، أو إلى النزول عن قمة الشجرة، كما يدعوها إلى فعل ذلك بعض “الإخوة الأعداء”.

اليوم، يتعين على “إسرائيل” أن تدفع الفاتورة الباهظة، من صورتها ومكانتها في الساحتين الإقليمية والدولية. اليوم، يتعين على قادتها إمضاء لياليهم بلا نوم، تحسباً لمذكرات التوقيف التي ستصدر عن القضاء الدولي وأجهزة القضاء المحلية في عدة دول. عليهم أن يتحسسوا مواطئ أقدامهم، بعد أن صاروا كالمصاب بالجرب أو الجذام، وعليهم أن يأخذوا بنصيحة وزير خارجيتهم إسرائيل كاتس بشأن التزام منازلهم وتفادي المجازفة في السفر إلى الخارج.

لسببين أو ثلاثة أسباب، فقدَ التلويح بـ”معركة رفح” وظيفته الردعية، ولم تعد هذه الورقة طلقة أخيرة، لا في جعبة نتنياهو ولا في جعب غيره من الإسرائيليين وشركائهم في سفك الدم الفلسطيني. أولها، أن هذه “الطلقة الأخيرة” قد تصبح “المسمار الأخير” في نعش نتنياهو وحكومته وكيانه، فالمقاومة جاهزة لكل السيناريوهات وقيادة الداخل طمأنت قيادة الخارج إلى سلامة وضع المقاومة. ورفح، في كل المقاييس، لن تكون أقل من شقيقاتها في غزة وخان يونس، إن لم تكن أصعب منهما مراساً.

وثانيها، أن المعركة في رفح محمّلة بالتداعيات الإنسانية والجيوسياسية، والتي ما إن تبدأ المعركة حتى تبدأ مفاعليها تنعكس عبر أشد العواقب على “إسرائيل”، حتى لدى من تبقى لها من حلفاء مخلصين. وليس ثمة في الأفق المنظور، على الأقل، ما يشي بأن “إسرائيل” تستطيع أن تتخطى هذه التداعيات، أو أنها أعدت العدة الكافية لتخطيها.

وثالثها، أن العالم ينقلب على “إسرائيل”، وانتفاضة الجامعات الأميركية، الممتدة بفعل “الدومينو” إلى شقيقاتها من الجامعات العالمية، ليست سوى رأس جبل الجليد الظاهر. أما الجزء الغاطس منه، فيتفاعل بقوة تحت سطح المجتمعات التي نفضت عن نفسها غبار الدعاية الزائفة عن “واحة الديمقراطية في صحراء الشرق الأوسط القاحلة”. و”إسرائيل” لم تكن يوماً عرضة لمواجهة ما عدّه معهد دراسات أمنها القومي، قبل السابع من أكتوبر، “خطر نزع الشرعية”، كما هي عليه اليوم.

نمضي أبعد من ذلك لنقول: إنه في الوقت الذي يفرد بعض “الشاشات الناطقة بالعربية والموجهة بالعقل العبري”، ساعات متواصلة لترويج فرضية انقسام حماس بين داخل وخارج، قيادة سياسية وذراع عسكرية، فإن العالم يشهد، عبر كل الشاشات، وبكل اللغات، الحالة المركّبة التي تعيشها “إسرائيل” من الانقسام والصراع الداخليين، داخل المستوى السياسي الحاكم، وبين السلطة والمعارضة، وبين كل هؤلاء والمستوى العسكري، بينما حبل الاستقالات يمتد ومرشح للتطاول، قبل صدور مذكرات التوقيف الجنائية الدولية، والأرجح بعدها.

والحقيقة أن “إسرائيل” ليست وحدها المحشورة في أضيق زواياها، فحلفاؤها أيضاً يعانون ما تعاني، بعد أن تظهّر لهم أن هذا الكيان يتحول من ذخرٍ لهم إلى عبءٍ عليهم. وفي ظني أن “المستوى الفكري” في الولايات المتحدة والغرب بدأ يستشرف هذه الحقيقة، مستبقاً “المستوى السياسي” فيهما. وأحسب أن انتفاضة الطلاب في خيرة الجامعات الأميركية والعالمية، ومعهم رهط من أساتذتهم، ما هي إلا بداية لتحولات تاريخية أعمق وأوسع. أحسب أن هذا الجيل، الذي يتعرض للملاحقة والمطاردة والابتزاز والاعتقال، ويجبَر على ارتداء الأقنعة لحجب هويته، في بلد لطالما فاخر بأنه يقف على رأس زعامة “العالم الحر والمتحضر”، هو إيذان بقرب انقلاب المشهد، وخصوصاً حين يخرج من بين هؤلاء الطلبة من سيشكل النخب الحاكمة والمقرِّرة في الولايات المتحدة وغيرها.

الحرب في نهاية شهرها السابع تفقد طابعها القتالي، فلا عمليات تكتيكية ولا تحولات استراتيجية يشي بها الميدان، والمقاومة – كما تقول واشنطن – ما زالت تستنزف الاحتلال في شمالي القطاع ووسطه، وليس ثمة ضمانة بأن ما تبحث عنه “إسرائيل” ستجده في رفح، بعد أن أخفقت في إيجاده في غزة وشماليها وخان يونس وجوارها.

الحرب مستمرة بقوة الدفع والمكابرة، وظيفتها القتل لا القتال، والمقاومة ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ من تحت أقدام الإسرائيليين في بيت لاهيا وبيت حانون، كما يقول الأميركيون لنظرائهم الإسرائيليين. فما الذي تجنيه “تل أبيب” من الاستمرار في حربها، وما الذي يمكن أن تتحصل عليه في رفح، ولم تحصل عليه في شقيقاتها وسط القطاع وشماليه؟

نتنياهو في أسوأ لحظات حياته، يتحول من “مستر أمن” و”ملك إسرائيل” إلى مجرد “مجرم حرب” ينتظر مذكرة الجلب والاعتقال. شارعه ينقلب عليه، وجيشه وجنرالاته لا يثقون بقيادته، والسياسيون ينفضون من حوله، وحكومته تحولت إلى “سيرك” للمهرجين، والرأي العام العالمي لا يكن له سوى مشاعر الاحتقار، وحلفاؤه، ينتظرون لحظة هبوطه عن السلم، ومغادرته المسرح نهائياً، بل يستعجلون لحظة رحيله أو ترحيله.

الرجل، الذي أرسل جيشه، وقامر بحيوات محتجزيه وأسراه، من أجل ضمان بقائه في السلطة، يكتشف، بعد مرور الوقت الثمين، أن القطار فاته، وأنه كان يطارد خيط دخان.

في المقلب الآخر، تبدو الصورة مغايرة في الضفة الأخرى من هذا الصراع. صحيح أن الفاتورة الإنسانية باهظة التكلفة على الفلسطينيين، ولا أحد عليه أن يتنكر لهذه الحقيقة، وأي تحليل ناقص إن تجاوزها… لكن غزة تتحول إلى “أيقونة” عالمية لكل مناضلي العالم ضد العنصرية والتطرف اليميني الديني والتطرف القومي والشعوبيات المعادية للآخر. غزة تتحول إلى أيقونة لموجة النضال العالمي الجديد، ضد الاستعلاء وتفوق الرجل الأبيض والاستعمار والصهيونية بصفتها الطبعة الأكثر رداءة وقبحاً للعنصرية والتمييز العنصري.

وقادتها في خنادق المقاومة وأنفاقها يتحولون، بدورهم، إلى “رموز” وأيقونات، تتلقف تصريحاتهم وأخبارهم الملايين التواقة في عالمينا العربي والإسلامي، بصفتهم مقاتلي حرية وتحرير. وكلما ضاقت عليهم الرقعة في غزة المحاصرة والمدمرة، اتسعت لهم الساحات والميادين في كل أرجاء الأرض، بينما قضيتهم، الأعدل والأنبل، ترتقي اليوم لتحتل مكانتها في قلب أولويات السياسة الداخلية في عشرات الدول، بما فيها الكبرى، بعد أن كانت في ذيل اهتمامات السياستين العربية والدولية.

من يحاصر من؟

سؤال يستمدَ راهنيته، ونحن في ذروة المفاوضات بشأن ما يسمى مشروع “الفرصة الأخيرة” لاستعادة الهدوء ووقف الحرب، ونحن نقترب إلى المفترق الأخير في سباق الحرب والدبلوماسية. فلا يظننّ أحدٌ أن المقاومة تذهب إلى القاهرة من موقع “المزنوق”، المحاصَر، والمجرد من أوراقه وخياراته.

ولا يظننّ أحدٌ أن نتنياهو يبعث رُسله من موقع القوة والخيارات المفتوحة. ولو كان نتنياهو في مثل هذا الموقع، لما ذهب إلى القاهرة أصلاً. ولو كانت المقاومة مجردة من الأوراق والخيارات لاختارت الشق الثاني من “خاتمة أبي عبيدة”: نصراً أو استشهاداً. “إسرائيل” والمقاومة في قلب معركة “عض الأصابع”، وربما في ربع الساعة الأخير، والشجاعة (والنصر) صبر ساعة.

ونعود إلى فرضية “النصرين الممنوعين”، نصر نتنياهو المطلق، الذي بات بضاعة كاسدة لم يعد يشتريها أحد، ونصر حماس المطلق، الذي أعطاه بعض أصدقاء المقاومة وخصومها، على تباين نياتهم وأهدافهم، معاني وتفسيرات، تخطت نظرية “الفوز بالنقاط” على العدو لا بالضربة القاضية.

حماس أرادت، عبر الطوفان الذي أطلقته في السابع من أكتوبر، إلقاء حجر ضخم في المستنقع الآسن الذي انزلقت إليه القضية الفلسطينية تحت قيادة فريق أوسلو وترويكا الحكم في رام الله، وكان لها ما أرادت.

وحماس أعادت وضع فلسطين في مقدمة السياسات الداخلية والخارجية للقاصي والداني، وكان لها ما أرادت. والنصر من منظور المقاومة، في الحروب غير المتناظرة، يتخلص في منع العدو من تحقيق أهدافه، والمقاومة فعلت أكثر من ذلك، إذ أظهرت هشاشة هذا العدو، ودكت جدران الردع الذي أحاط نفسه بها، وأسقطت الأساطير المؤسِّسة لهذا الكيان، ونزعت عنه “لبوس الشرعية الزائف”، وتركته عارياً بلا ورقة توت، والمقاومة أفقدت “إسرائيل” الدور المرسوم لها، كقائدة لحلف إقليمي يحمي العرب مما يسمى “التهديد الإيراني”، فإذا بها عاجزة عن حماية نفسها.

قادة “إسرائيل” وبعض الغرب، وبعض العرب، لم يدّخروا جهداً لمنع المقاومة من الوصول إلى غايتها ومراميها، لكن “الله متمم نوره ولو كره الكافرون”.

محمد أبو رمان يكتب: حتّى لا تتحوّل “نكسةً حزبيةً”… في الأردن

محمد أبو رمان يكتب: حتّى لا تتحوّل “نكسةً حزبيةً”… في الأردن

قرابة شهرين يفصلان الأردنيين عن الانتخابات النيابية المفترض أن تكون مختلفة عمّا سبقها كلّه، نظراً إلى وجود القوائم الوطنية الحزبية، ولأنّها تأتي بعد قوانين الأحزاب والانتخاب، ولجنة تحديث المنظومة السياسية التي تبنّت إدماج الشباب وتعزيز المشاركة السياسية وتقوية دور الأحزاب. ومن المفترض، وفقاً لقانون الانتخاب، أن تزداد بصورة مُطَّردة مقاعد القائمة الوطنية الحزبية، حتّى تتجاوز نصف عدد أعضاء مجلس النواب بعد دورتَين انتخابيّتَين، وهو المشروع الذي يُعوَّل عليه في نقل الحياة السياسية نقلة نوعية، والانتقال بالدولة في المئوية الجديدة نحو منهج مختلف في الإدارة السياسية.

بعد عامَين على تشكيل لجنة تحديث المنظومة السياسية، وعام على تصويب الأحزاب السياسية أوضاعها، هنالك نقاش وجدل دائم ومُستمرّ في الأردن، عن مدى قدرة الأحزاب خلال هذا الوقت القصير على تحقيق المطلوب من مُهمّات، وتقديم أداء يجعل من الانتخابات المقبلة معبراً إيجابياً ومُشجّعاً على استكمال طريق التحوّل، وهي آمال تُقابلها مخاوف شديدة لدى قيادات وأوساط سياسية من أن تكون التجربة الانتخابية بمثابة نكسة للعملية الحزبية، والتحديث السياسي، مع الشعور بأنّ هنالك معاناةً لدى الأحزاب في التعامل مع عامل الوقت القصير، وما هو مطلوب منها من مهمّات كبيرة من دون توفّر الشروط والروافع لتحقيق ذلك.

ما تزال تحدّيات عديدة تواجه العمل الحزبي في الأردن، بخاصّة الأحزاب البرامجية الجديدة، إذا تجاوزنا، بطبيعة الحال، الأحزاب الأيديولوجية المعروفة، بخاصّة جبهة العمل الإسلامي (تمتلك قاعدة اجتماعية عريضة، وتستثمر في العاملَين الديني والسياسي، بخاصّة بعد عملية 7 أكتوبر، وشعبية “حماس” الجارفة لدى نسبة كبيرة من السكّان). ويُعتبَر العامل المالي أحد أكبر التحدّيات، فمن دون قدرات مالية، وتوفير احتياجات بناء العمل المؤسّسي، والحملات الإعلامية، وبناء الكوادر، وفتح مقارّ وتعيين مُوظّفين، ستكون غالبية الأحزاب غير قادرة على تأمين الحدود الدنيا المطلوبة. ومن التحدّيات غياب الثقافة الحزبية في المجتمع فترة طويلة، وصعود الهُويّات الجهوية والجغرافية في الانتخابات، وهو ما ظهر بوضوح في انتخابات الجامعات الأردنية، ما يجعل قدرة الأحزاب على بناء صيغةٍ مقبولةٍ مع العامل الاجتماعي والجغرافي مسألةً ليست بالسهلة، وتتطلّب وقتاً ومهارة.

وممّا يُعزّز حجم الصعوبات التي تواجه الأحزاب أنّ غالبية المُنضوين في الأحزاب الجديدة (محدثو الأحزاب) تعوزهم الخبرة في العمل التنظيمي والجماهيري والحزبي، وليست لديهم خلفية في هذا المجال، ما يُعقّد قدرة الأحزاب على البناء المؤسّسي والتنظيمي وتطوير القدرات الاتّصالية والرمزية والتنظيمية. ولعلّ المتابع للنشاط الحزبي في الأردن يلاحظ الصعوبات الشديدة والحسابات المُعقّدة في اختيار القوائم وتأخّر الأحزاب في إعلان قوائمها في مستوى الوطن، ووصول الأحزاب الصغيرة إلى تحالفات تُسعِفها في زيادة حظوظها، ويعود ذلك إلى حداثة عهد الأحزاب السياسية الأردنية بطريقة تشكيل القوائم الحزبية الوطنية، بهذا الحجم، إذ ما زالت جميع الأحزاب تراعي القواعد الاجتماعية الجغرافية والعشائرية في اختيار المُرشّحين وترتيب القائمة، بما يحمله ذلك من خطورة تفكّك الأحزاب والانشقاقات الداخلية.

على كلّ حال، هي صعوبات مُتوقّعة وطبيعية مع تجربة حزبية جديدة، ولا تحظى بما هو كافٍ من الموارد المالية والتنظيمية، ولا حتّى عامل الوقت، لتكون قادرةً على الدخول في منافسةٍ، ليس حزبية فقط، بل بحسابات اجتماعية وجغرافية مُعقّدة، وهو ما قد يُعطي قوّةً وزخماً لمعسكر المُشكِّكين والمُتخوِّفين من انعكاساتٍ سلبيةٍ كبيرة في العملية الحزبية بعد الانتخابات. إحدى أكثر الخسائر الفادحة أهمّية، حتّى اللحظة، القوائم الحزبية التي أعادت النُخَب السياسية نفسها، ما دفع رئيس لجنة تحديث المنظومة السياسية نفسه إلى التحذير من ردّات الفعل لدى الشارع والشباب على تغييب وجوه جديدة.

رغم كلّ تلك التحدّيات والصعوبات، هنالك إمكانية لإنقاذ التجربة الحزبية؛ ومن ضمن ذلك التصميم على انتخابات حرّة ونزيهة بالكلّية، ما يتيح للمعارضة المشاركة بفعّاليةٍ، بما ينعكس في مصداقية التغيير السياسي، وكذلك، هنالك الحملات الانتخابية، ومدى القدرة على اجتراح لغةٍ ورسائلَ سياسيةٍ تقترب من هموم الشارع وقضاياه ومشكلاته، وتحفيز الإعلام على المشاركة في تسخين المعركة الانتخابية.

حسين الرواشدة يكتب: ‏كيف يتعامل الأردن مع ملف ‘الضفة الغربية’؟

حسين الرواشدة يكتب: ‏كيف يتعامل الأردن مع ملف ‘الضفة الغربية’؟

كيف يتعامل الأردن مع ملف «الضفة الغربية»؟ استدعاء هذا السؤال مهم لأكثر من سبب، الأول: الضفة الغربية تشكل مجالا حيويا واستراتيجيا لبلدنا، كما أنها ترتبط معه بعلاقة تاريخية معقدة و مزدحمة بالتفاصيل، ويقيم هناك الآلاف ممن يحملون الجنسية الأردنية، الثاني : ارتكز التصعيد السياسي الأردني منذ 7 أكتوبر على قاعدة رفض التهجير القسري للفلسطينيين، واعتبر ذلك بمثابة إعلان حرب، وهذا مفهوم في إطار ادراك الأردن ورفضه لمخططات الاحتلال التي تستهدف تهويد فلسطين، الثالث : بروز تيار داخل الأردن وخارجه بدأ يرفع لافتة «انفجار الضفة الغربية « كفزاعات للتخويف، وربما الابتزاز، سواء لحسابات سياسية داخلية، او للدفع نحو انخراط الأردن بالحرب، او بأدوار أخرى، أو على الأقل الانحياز لفصيل فلسطيني محدد ضد السلطة الفلسطينية.

‏خلال الأشهر المنصرفة، تحركت الدولة الأردنية، بما لديها من طاقات وإمكانيات سياسية وإنسانية، لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وبدأت سلسلة من اللقاءات والحوارات مع مختلف الاطياف داخل الضفة الغربية لاستكشاف الواقع هناك، ووضع ما يلزم من تصورات للتعامل معه، هذا الانفتاح الأردني على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بكافة اطيافهم، كان مفهوما ومطلوبا في سياق تأكيد موقف أردني عنيد وثابت وغير قابل للمساومة ضد التهجير بكافة أشكاله وأدواته، وهذا الموقف حمل رسالتين، الأولى لإسرائيل وحكومتها المتطرفة والدول الكبرى التي تدعمها، الثانية للفلسطينيين الذين يحتاجون إلى ظهير سياسي يدعم صمودهم، ويساعدهم على مواجهة محاولات الطرد والتهجير، وإجراءات هدم مقومات الحياة والعيش الإنساني التي يمارسها الاحتلال ضدهم.

‏إذا كان الموقف الأردن مما يجري في فلسطين واضحا كما كشفت عنه الأشهر الثمانية المنصرفة، بعيدا عن محاولات التشكيك التي يتعمد البعض توزيعها لاهداف معروفة، وإذا كانت المصالح العليا للدولة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية محددة سلفا، وعلى لسان الملك بثلاث لاءات: التوطين، الوطن البديل، والقدس ومقدسات، فإن رفع فزاعات التخويف من التهجير في وجه الأردن، في هذا التوقيت بالذات، مسألة تثير الريبة والشك ؛ أهل غزة ما زالوا صامدين على الرغم من حجم الكارثة والدمار، فكيف يمكن أن نتصور أن أهل الضفة الغربية سيخرجون أو يهاجرون منها مهما كانت الظروف ؟ الفلسطينيون في الداخل يدركون ذلك، ويتمسكون بأرضهم ووطنهم، بعكس بعض الذين يتحدثون باسمهم في الخارج، ممن يوظفون مأساة أهل فلسطين وفزعاتهم مع المقاومة لحساب مغانمهم ومصالحهم التي أصبحت مكشوفة.

‏بصراحة أكثر، ثمة من يريد من الأردن أن يذهب للضفة الغربية وفق ترتيبات وادوار جاهزة ومعروفة، جرى طرحها مرارا في الماضي، ليعيد التاريخ الذي تجاوزناه منذ اكثر من ثلاثة عقود ونصف، وثمة من يحاول أن يُصنّف المصالح العليا للدولة الأردنية على مقاسات تتناسب مع أجنداته وارتباطاته، ثم يدفع باتجاه تشكيل رأي عام لاختطاف تعاطف الأردنيين مع القضية الفلسطينية وتجييره لإحراج الدولة، أو إضعاف موقفها، تمهيدا لتمرير أي مخططات قادمة تصب في رصيد الكيان المحتل، وتتناقض، بالضرورة، مع المصالح الوطنية للأردنيين، والفلسطينيين أيضا.

‏لهؤلاء أقول: أمام الدولة الأردنية مهمة واحدة تعرفها وتتحرك نحوها بكل قوة وإرادة، وهي الحفاظ على أمننا الوطني ومصالحنا ومنعة بلدنا واستقراره ؛ بوصلتها محددة نحو التهديد الذي يواجهنا من جهة حدودنا الغربية أولا، ومن جهة حدودنا الشمالية والشرقية ثانيا، لن تسمح لأحد أن يتجاوز هذه الحدود تحت أي عنوان أو ذريعة، باسم التهجير أو التهريب أو غيرهما، وبوسع الذين ينفخون في هذا الملف أن يهدأوا قليلا، وأن يتركوا واجب النصيحة المغشوشة التي يقومون بها لغايات في نفس «يعقوب».. الأردنيون مع قيادتهم وجيشهم ومؤسساتهم يستطيعون أن يواجهوا بشجاعة واقتدار كل المخططات التي تستهدف بلدهم، سواء أكانت من الخارج، أو من وكلائه المتربصين ببلدنا الدوائر.