تعيش الأردن كغيرها حالة من التغيير على المستوى السياسي في الأفق العام وفي الوحدات المختلفة التي تشكل المجموع السياسي. الفاعلية السياسية مازالت بين فاعلين قليلين ينتجون الفعل السياسي المتأثر فيما يدور في العالم والإقليم وخاصة في فلسطين التاريخية المحتلة، وبقية الوحدات التي تشكل في مجموعها الحجم الأكبر في الدولة الأردنية تنحصر في رد الفعل.. وحتى ردود الأفعال في خطها العام لا ترقى إلى الحد الأدنى من المطلوب والمأمول. الدولة والنظام السياسي أمام إجابة اسئلة كبيرة وخطيرة تتعلق في مستقبل الأردنيين بوجودهم الديموغرافي وشكله مع تهديدات التهجير وكذلك في المستقبل القريب الاقتصادي والسياسي في ظل ظروف دولية وإقليمية مضطربة للغاية.. تتبدل فيه التحالفات والمصالح والطموحات للوحدات الدولية وحتى للوحدات السياسية داخل الدولة الواحدة. لقد تحولت وتطورت الاشكال المؤثرة في المجال الدولي والإقليمي بأساليب مختلفة لم تكن معروفة سابقا ودخل على خط التأثير بشكل كبير عناصر جديدة غير تقليدية مثل المليشيات في الدول الضعيفة مثل حزب الله وجماعة الحوثي وغيرها وهي تقود أعمالا موثرة بالنيابة عن مموليها من دول الإقليم والعالم. النظام السياسي الأردني بقيادة الملك يقود مهمة كبيرة جدا في الحفاظ على الدولة ومراعاة مستقبل شعبها سياسيا واقتصاديا ويمضي بمواقف استراتيجية تتطلب السير بدقة الماشي على حد الشفرة؛ فأي ميلان يعني جرح في الحالة الوطنية التي تعاني من أوضاع صعبة بفعل الوضع خارج الحدود. على القوى السياسية أن تدرك خطورة الوضع وتدعم بكل ما فيها النظام السياسي الأردني في سيره الدقيق تجاه مستقبل الدولة.. هذه القوى بما فيها من أحزاب وجماعات ضغط وحتى شخصيات مؤثرة في المجال الوطني.. فلا مجال اليوم للعرط السياسي ومحاولة تكسب الشعبوية على حساب مستقبل الأردنيين. المطلوب أن ننخرط جميعا في حالة وحدة وطنية داعمة للنظام السياسي وإنتاج ادوات مساندة تعزز دوره في هذه المرحلة الخطيرة. ليسلم الوطن اولا في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة وبعدها سنتحمل اختلافات بعضنا وطموحات ومصالح البعض الآخر الذي لا ينفك عن حالة ابتزاز الوطن للصالح الفردي.
عريب الرنتاوي يكتب: المقاومة وعدوّها: من يحاصر من؟
لنصر من منظور المقاومة، في الحروب غير المتناظرة، يتخلص في منع العدو من تحقيق أهدافه، والمقاومة فعلت أكثر من ذلك، إذ...